بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا "تسلل" غسان بن جدو إلى غزة متحدياً السلطات المصرية
نقلاً عن صحيفة الرأي
غزة – خاص:
قد يكون ثمن "مغامرة" الإعلامي البارز في قناة "الجزيرة" ومقدم برنامج "حوار مفتوح" غسان بن جدو، المتمثلة بدخول قطاع غزة بطريقة "خاصة" وإعداد حلقتين من برنامجه الشهير ومن ثم المغادرة بعد ساعات فقط بذات الطريقة، قد يكون باهظا، وبمثابة نقطة النهاية لهامش التحرك بالنسبة له في مصر التي أصرت على مدى عدة أيام على منعه من دخول غزة بطريقة رسمية عن طريق معبر رفح، فلم يجد بُدا سوى الدخول عبر أحد الأنفاق التي تفصل بين مدينتي رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية دون أن يعلم بأمره سوى قلة من الناس.
"بن جدو" ظهر أخيرا في "برومو" برنامج حوار مفتوح على شاشة الجزيرة معلنا بابتسامة عريضة أنه في غزة، جاعلا الملايين من مشاهدي القناة ينتظرون مساء يوم السبت حيث موعد الجزء الأول من البرنامج الذي اُعد بين الأنقاض التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، ومحاطا بمسلحين من "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة حماس، وهم يروون تجربتهم مع الحرب وقصصهم التي قد يغفلها الكثيرون، ويتفطن لها بن جدو الذي اعد حلقتين مشابهتين عقب الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان صيف عام 2006، وأظهر فيهما تجربة مسلحي حزب الله في مناطق الجنوب اللبناني.
دخول بن جدو إلى غزة وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها "الرأي" تم بشكل سري، وبمعرفة عدد محدود جدا من المسؤولين المحسوبين على حركة حماس، حتى أن مكتب قناة "الجزيرة" في القطاع لم يعلم بتلك الزيارة المفاجئة إلا بعد مغادرته غزة والقاهرة ووصوله إلى الدوحة!.
وبحسب المعلومات فإن بن جدو وبمساهمة من كتائب القسام، دخل عبر أحد الأنفاق إلى مدينة رفح، ومنها إلى غزة حيث جرى الترتيب للحلقتين اللتان تم تسجيلهما في منطقة "عزبة عبد ربه" شمال مخيم جباليا، وبعد نحو 36 ساعة فقط غادر بنفس الطريقة، ولم يتم تقديم "برومو" البرنامج على شاشة الجزيرة إلا بعد أن غادر مطار القاهرة ووصل إلى الدوحة، خشية احتجازه من السلطات المصرية التي تعتبر دخول غزة عبر أراضيها بتلك الطريقة مخالفة تستوجب العقوبة كما جرى مع مجدي حسين مؤسس حزب العمل الذي حوكم بالسجن لمدة عامين بعد أن دخل غزة بواسطة الأنفاق.
ومن المؤكد ان دخول بن جدو الى غزة بهذه الطريقة سيتبعه ردود فعل وتداعيات عديدة، وسيكون بمثابة المبرر للسلطات المصرية لمنعه من العمل داخل الاراضي المصرية، بعد ان حاولت ذلك سابقا بطرق غير مباشرة، حتى بدا واضحا للجميع انه شخص "غير مرغوب فيه" في القاهرة، بسبب مواقفه وطبيعة القضايا التي يناقشها في برنامجه، فضلا عن أنه يمثل قناة الجزيرة التي هي بدورها تندرج تحت بند "غير المرغوب بهم" في مصر.
ولعل الإصرار المصري على منع بن جدو وزميله في الجزيرة أحمد منصور من دخول غزة طوال الفترة التي أعقب الحرب الاخيرة، بخلاف المئات من الصحافيين والحقوقيين وغير ذلك من الشخصيات، لعله يؤكد ان الجزيرة ومن يمثلها لم يعودوا محل ترحاب، فيما قد تعني "المغامرة" الأخيرة أن بن جدو سيصبح "ملاحقا" إن هو فكر في دخول مصر وليس غزة فقط رونالدو